معتز الشامي (دبي)

دقت واقعة الضرب والتعدي التي حدثت على هامش مباراة منتخبنا الأولمبي الودية أمام نظيره الماليزي بداية أغسطس الماضي، ناقوس الخطر للكيفية التي يتم من خلالها إعداد اللاعبين الناشئين، خاصة من الناحية النفسية والذهنية، والسلوكية، خاصة التحكم في الأعصاب والانفعالات خلال المباريات، سواء الرسمية أو الودية، ما دفعنا لمراجعة قرارات لجنة الانضباط باتحاد الكرة على مدار الموسم الماضي، في المراحل السنية، لنكتشف عمق المشكلة، حيث أدين 85 لاعباً ناشئاً بارتكاب سلوك مشين، بقرارات إيقاف بدأت بمباراة إلى 12 مباراة، بخلاف انفلات انفعالي وعصبي لمدربين وإداريين بدوريات المراحل، وأكثر من 10 حالات شهدت الاعتداء على الحكم بالضرب، والبصق، والسب، من لاعبين لم تتعد أعمارهم 14 عاماً، كما شهد الموسم الماضي أيضاً، تحويل لاعبين تحت 12 عاماً، إلى الانضباط التي عاقبتهم بالإيقاف، بسبب أيضاً تعديهم على الحكم وزملاء في الملعب، وهو ما يثبت أن الآلية التي يتم تربية النشء عليها، تحتاج إلى إعادة صياغة بشكل كامل، خاصة في أندية الدرجة الأولى التي كانت أغلبها بطل حالات الانفلات العصبي والسلوكي.
ويلعب في المراحل السنية بجميع الأندية 4408 لاعبين، في 20 مرحلة سنية بالأندية الـ 31، هو رقم لا يبدو ضخماً، ولكنه في الوقت نفسه، لا يمكن إغفاله، أو عدم الانتباه إلى الأساليب التي تتبع لتربيته وتنشئته داخل الملعب، ووفق الأساليب المتبعة في أغلب أنديتنا مع المراحل السنية، عبر وضعهم تحت ضغوط ضرورة الفوز، وعدم الخسارة، ما يضع اللاعبين أمام خطر «الانفلات العصبي»، الذي يمكن أن يتحول لاحقاً لاضطراب نفسي، وعدم القدرة على السيطرة على أعصابه، خصوصا عندما يكبر في العمر سواء في فترة المراهقة أو ما يليها، وهو ما حذر منه أطباء نفسيون استطلع الاتحاد الرياضي رأيهم في زيادة وقائع انفلات الأعصاب والسلوك في دوريات المراحل السنية، وطالب المتخصصون النفسيون بتغير طريقة التعامل مع النشء في الأندية، كما طالبوا من أولياء الأمور بضرورة مراقبة أبنائهم في التدريبات والمباريات والتدخل للتقويم، بشكل مستمر.
وكان الموسم الماضي شهد معاقبة 35 لاعباً ناشئاً من مختلف فرق المراحل السنية بالإيقاف 4 مباريات وأكثر، بينما تم إيقاف 17 لاعباً 3 مباريات فقط، وإيقاف 32 لاعباً لمدة مباراتين، بينما لاعب واحد فقط تعرض للإيقاف مباراة، ويتم إيقاف اللاعبين، بناء على تقارير الحكام، وجميع تلك الأفعال توضع تحت بند «سوء سلوك»، وهي عبارة عن « ضرب لاعب زميل، التعدي على حكم بالضرب أو بالسب بالألفاظ، التعدي على إداري أو مدرب»، كما كانت أندية الوصل، شباب الأهلي، النصر، الشارقة، عجمان، من بين الأندية التي تعرض لاعبين فيها لإيقاف أكثر من 4 مباريات، وبعض اللاعبين تم إيقافهم 6 و9 مباريات، ما يعني «فداحة» الفعل الذي ارتكبوه، من ضرب وركل وتعد على الحكم أو زميل في الملعب.
20 مرحلة ووصلت أعداد لاعبي المراحل السنية المقيدين في صفوف الأندية للموسم الرياضي 2018- 2019 إلى 4408 لاعبين من أصل 5201 لاعب تشمل إلى جانب المراحل السنية لاعبي الفريق الأول، تحت 21 عاماً، والصالات، في انتظار الحصيلة النهائية لأعداد اللاعبين المقيدين للموسم الحالي بنهاية فترة الانتقالات الصيفية التي يسدل عليها الستار في الساعة الخامسة مساء 2 أكتوبر المقبل، بعدما انطلقت في 11 يوليو الماضي.
وتشمل فئة «مدارس الكرة» العدد الأكبر من اللاعبين المقيدين مقارنة بكل الفئات الأخرى، حيث وصلت أعداد اللاعبين المسجلين إلى 784 لاعباً من مواليد أعوام 2007، 2008,2009,2010، مقابل 587 لاعباً مقيدين في فئة الأشبال تحت 14 عاماً (2005,2006)، و558 لاعباً في فئة الناشئين تحت 16 عاماً «2003,2004»، و547 لاعباً في فئة الشباب تحت 18 عاماً مواليد أعوام «2001,2002,2003»، و479 لاعباً في فئة الأشبال تحت 15 عاماً مواليد (2004,2005)، و451 لاعباً في فئة الأشبال تحت 12 عاماً مواليد «2006,2007,2008»، مقابل 428 لاعباً في فئة الأشبال تحت 13 عاماً مواليد «2006,2007».
وشارك لاعبو الأندية المقيدين في المراحل السنية في نحو 20 مسابقة على مستوى الموسم المحلي يشرف على تنظيمها اتحاد الكرة ولجنة المسابقات وتشمل دوري الشباب، كأس الشباب، دوري الشباب تحت 18 عاماً «أ»، و«ب»، كأس الشباب تحت 18 عاماً، دوري الناشئين تحت 16عاماً «أ» و«ب»، كأس الناشئين تحت 16 عاماً، دوري الأشبال تحت 15 عاماً «أ» و«ب»، كأس الأشبال تحت 15 عاماً، دوري الأشبال تحت 14 «أ» و«ب»، كأس الأشبال تحت 14، دوري الأشبال تحت 13 «أ» و«ب» و«ج»، ودوري الأشبال تحت 12 «أ» و«ب» و«ج»

مسؤولية الأندية
واختلفت الآراء وردود الفعل، حول مسببات تلك الظاهرة التي تتكرر كل موسم في دورينا، إلا أن أغلبها اتفقت على أن الأندية هي المسؤول الأكبر، لأنها من تقوم بتربية الناشئين وتدريبهم، ورأى خبراء فنيون وإداريون، أن الأندية يضعون الأجهزة الفنية والإدارية للمراحل، تحت ضغط ضرورة تحقيق النتائج الإيجابية، وعدم الخسارة، ما يسبب حالة من العصبية والتشنج من المدرب والإداري تجاه الحكم أو اللاعبين خلال وبعد وقبل المباريات، ومع مرور الوقت، ينتقل نفس السلوك العصبي والمتشنج، إلى اللاعبين، ثم تحدث «الكارثة» بالانفلات السلوكي داخل الملعب، وهو ما كشفه الخبراء النفسيون في نظرتهم لتلك الظاهرة.
كما يكون لدور الأسرة حضور لافت، حيث يجب أن تتابع الأسرة أبناءها في الملاعب، وترى رد الفعل في المواقف الصعبة أو العصبية، ومراقبة أيضاً كيفية تعامل المدربين واللاعبين مع الناشئين خلال التدريبات والمباريات، وهو ما شدد عليه خبراء فنيون بطبيعة الحال، بينما ذهبت أغلب الآراء إلى أن دور اتحاد الكرة، يتلخص في ضرورة تغيير آلية التعامل مع بطولات الناشئين، وعدم خلق تنافسية قد تؤدي لمزيد من الضغوط على الأطفال، ولكن بالحرص على توفير مسابقات سنية، تهتم بجانب الاستمتاع بكرة القدم أكثر من تحقيق النتائج.

موسى عباس: دور الأندية للتقويم وليس العقاب
يرى الدكتور موسى عباس، مدير عام أكاديمية شباب الأهلي، أن الخروج عن النص استثناء في المراحل السنية وليس قاعدة، لأن الحالات المسجلة قليلة، ولا يمكن تعميمها على سلوكيات جميع اللاعبين، مشيراً إلى أن المسؤولية جماعية في إعداد النشء، في هذه المرحلة العمرية، لأنه بتكاتف مختلف الأطراف من أسر ومربين بالمدارس والأندية، بالإمكان الحفاظ على السلوك السليم للأجيال الجديدة.
وأشار إلى أن اللاعب في المراحل السنية يقضي ساعتين فقط بالنادي، بينما يقضي أكثر من سبع ساعات في المدرسة، وبقية الوقت في أسرته أو بالشارع، وبالتالي لا يمكن أن نحمل الأندية مسؤولية السلوكيات الحاصلة، مؤكداً أن اللاعب هو ابن المجتمع و«الفريج» والمولات والمدرسة، فهو يأتي إلى النادي بسلوكيات مكتسبة، وما على مسؤولي الأندية سوى التوجيه والنصح.
واعترف الدكتور موسى عباس بأن الكل يلقي المسؤولية على الطرف الآخر في قضية سلوكيات النشء، في الوقت الذي يفترض فيه أن تتوحد الجهود وتتكامل الأدوار، من أجل ضمان تطور سليم للشاب في المجتمع، مروراً بكل المكونات المذكورة.
وعن دور الأندية في هذا الجانب، أشار إلى وجود محاضرات موسمية تستهدف هذه الفئات بالمراحل السنية، وذلك في علم النفس والتربية والأخلاقيات، بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، بالإضافة إلى جهود الإداريين في مراقبة اللاعبين وتوجيههم، وتقديم النصح والإرشاد.
وأضاف أيضاً أن كل ما يمكن أن تفعله الأندية هو التقويم وليس العقاب، لأن المسؤول الذي يطرد لاعباً يكون اتخذ قراراً خاطئاً، وتسبب في دعم سلوكيات الانحراف، بخروج اللاعب إلى الشارع، ومواصلة السلوكيات نفسها، ومرّ علينا لاعبون مشاغبون في المراحل السنية، وأكملوا مسيرتهم الكروية حتى الاعتزال، والآن يحظون بالاحترام والتقدير، ويوجدون في مراتب عالية في المجتمع. وناشد مدير عام أكاديمية شباب الأهلي الجميع بضرورة الوعي بالمرحلة العمرية التي تأتي إلى الأندية، والتي تكون في طور المراهقة، وتتطلب تعاملاً خاصاً، مراعاة للمتغيرات التي يعيشها الإنسان، فسيولوجية وذهنية، الأمر الذي يتطلب معرفة ودراية وتكويناً إدارياً جيداً وأكاديمياً بالنسبة للأجهزة الإدارية التي تشرف على إدارة المراحل السنية بالأندية، والذي يجب أن يكون عبر دورات أو رخص يشرف عليها اتحاد الكرة بالتنسيق مع الوزارات المعنية.

واقعة فريق تحت 14 سنة في رأس الخيمة تعكس حجم المأساة
شهد الموسم الماضي، واقعة يمكن وصفها بـ «التعدي الجماعي» على حكم مباراة، في دوري تحت 14 سنة، كان بطلها حميد الحوسني لاعب رأس الخيمة، الذي تعدى على الحكم بالبصق، في مباراة الفريق أمام مصفوت، ولم يكن اللاعب وحده من تعدى على الحكم، ولكن اقتحم 4 لاعبين لأرض الملعب، من زملاء اللاعب، وقاموا بالاعتداء على الحكم أيضاً، هم نايف محمد، نهيان جمعة، ماجد محمد وسلطان التميمي، وتم إيقاف اللاعب الأول 12 مباراة، وزملاءه الأربعة، 8 مباريات لكل منهم، وتغريمه 4 آلاف درهم، في حين عاقبت لجنة الانضباط محمد المهري، إداري الفريق بإيقافه عن ممارسة النشاط الرياضي لمدة سنة، وتغريمه 20 ألف درهم لقيامه بالتهجم على الحكم والصراخ والتلفظ ضده بألفاظ نابية، بالإضافة إلى إيقاف أشرف صبيح مدرب الفريق، أربع مباريات بسبب التصرفات غير اللائقة التي بدرت منه أثناء المباراة، ما يعني 5 لاعبين وإداري ومدرب، جميعهم تعدوا على الحكم، في واقعة تثبت إلى أي مدى يصل انفلات أعصاب الجميع في دوري المراحل السنية، والطامة الكبرى، أن هذه الواقعة صدرت من لاعبين أعمارهم تحت 14 سنة، بينما الشرارة الأولى كانت من المدرب والإداري المفترض أن يكونوا قدوة لبقية اللاعبين، غير أن اللافت في الأمر هو أن إدارة رأس الخيمة، دافعت عن اللاعبين والمدرب والإداري، بالاستئناف ضد قرار الانضباط.

الحساني: التقرير الشهري لأولياء الأمور يعالج الظاهرة
شدد المدرب جمالي الحساني، على أن أسباباً كثيرة قادت لظهور مثل هذه السلوكيات في المراحل السنية، من بينها أن بعض الأندية تبحث عن المدرب صاحب «الأجر الزهيد»، وأن ذلك ينعكس على الأخلاق والقيم، بجانب غياب الربط بين الحلقات الثلاث التي يتوزع وقت اللاعب بينها المدرسة والنادي والمنزل.
وقال: غياب وعدم الربط بيم الحلقات التي يقضي اللاعب بينها يومه من جهة وتنوع البيئة، حيث يكون له أصدقاء مختلفون بين النادي والمدرسة، ولكل منهم سلوكيات مختلفة، ويقابل ذلك انشغال الآباء بالعمل يمثل عدم وقاية في البيت، وهذا يحدث خللاً، لذلك فإن الربط بين هذه الجهات الثلاث ضروري، حتى يجد اللاعب التوجيه المناسب، ومعالجة أي سلوك غير جيد في بدايته، قبل أن يستفحل ويتحول إلي ظاهرة. وأضاف: آلية انتقاء المدربين من إدارات الأندية مهمة، وهناك على سبيل المثال مدرب تم إنهاء خدماته من ناد معين بسبب سوء سلوك، نفاجأ بتعيينه في ناد آخر، وهنا يجب أن يكون هناك تواصل بين الأندية، بالاستفسار عن أسباب إنهاء خدمة المدرب، ومعرفة خلفية عنه، لأنه يجب قبل النظر لكفاءة المدرب الفنية، أن نبحث عن سلوكياته وأخلاقه التي تنعكس على اللاعبين. ويبين الحساني: يجب على إدارات الأندية عدم الضغط على المدرب بتحقيق النتائج، خاصة أن الفئات من 6 إلى 16 سنة، تعتبر في سن تعليم وتطوير وليس تحقيق النتائج، وضغط الإدارة يؤدي إلى تحويل المدرب الضغوطات إلى اللاعبين لتفادي الإقالة، وهذا يقود لانفلات الأعصاب، ومن ثم يحدث ما يحدث! واقترح الحساني إرسال تقرير شهري من الأندية لأولياء الأمور بسلوكيات اللاعب ومستواه الفني، يمكن أن يعالج المشكلة، فضلاً عن تنظيم دورات تثقيفية للاعبين عن قانون للعبة والمنافسة وتكريم المتميزين أخلاقياً من الأندية أو الاتحاد، بجانب دورات تطويرية وتثقيفية للمدربين والإداريين والحكام حول كيفية التعامل مع الناشئين.

جمال صالح: «بيت الملك» يهتم ببناء الإنسان وتنمية شخصية اللاعب
قال الدكتور جمال صالح، المدير الرياضي لنادي الشارقة: «إن ما حدث من لاعب المنتخب قبل «الآسياد»، لم يكن متوقعاً بالمرة، ولابد من تقديم النصائح له، وأنه لابد من وجود اختصاصي اجتماعي مع هذه المراحل السنية، للتوجيه والمساعدة في بعض الأمور التي تحتاج إلى ذلك، ولابد من تصحيح أخطاء شبابنا، لأننا نريد لهم مستقبلاً جيداً ليس فقط في كرة القدم، بل في الحياة بشكل عام، والعقاب من وجه نظري لن يأتي بالنتيجة التي نرجوها، ولكن لابد من الوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى هذا السلوك من لاعبينا الشبان». وأضاف: «تناقشنا داخل «بيت الملك» في هذه النقطة المهمة في مسيرة لاعبينا الصغار، ونحتاج إلى اختصاصي الاجتماعي بشكل كبير، وفي فترات سابقة كان يوجد بالنادي هذا الاختصاصي، ولكننا تناقشنا وتحدثنا مجدداً لإحياء هذا الموضوع من جديد، وتثبيت وجود اختصاصي اجتماعي وتربوي، يحاول قدر الإمكان تقويم سلوك لاعبينا، وإلقاء محاضرات بشكل منتظم للاعبين، وأن يكون متابعاً لكل اللاعبين، وعندما يشاهد لاعباً خارج عن نطاق التربية، عليه أن يقوم بتصحيح مساره، من خلال التحدث مع أسرة الناشئ، والتواصل أيضاً مع المدرسة». وأضاف: «موافقة مجلس إدارة نادي الشركة على وجود الاختصاصي الاجتماعي المؤهل للقيام بهذا الدور، تؤكد التوجيه داخل النادي في تكوين شخصية وعقلية لاعبينا لبناء مستقبل إيجابي لهم». وقال دكتور جمال صالح: «نريد بناء إنسان مفيد للمجتمع في المقام الأول، حتى بعيداً عن الكرة، ومهمة الأندية أنها عضو فعال في المجتمع، ولها دور في تهيئة النشء للقيام بالدور المنوط بهم في الحياة، والعمل على تنمية شخصية اللاعب، وهذا يدفعني إلى التأكيد على أننا نهتم ببناء الإنسان في المقام الأول، وليس التركيز على الموهبة، وأن هناك دوراً مهماً للأسرة في التفاعل مع الاختصاصي الاجتماعي والنادي بشكل عام».

المضرب: شماعة الخسارة تولد «الشرارة»!
تحدث الدكتور عبدالرزاق المضرب، المتخصص بالدراسات الأخلاقية، مؤكداً أن الأخلاق والقيم الرياضية والسلوكية أهم بكثير من كل البطولات والألقاب والإنجازات، ويجب أن نركز على تربية أجيالنا على التحلي بالروح الرياضية، وعدم البحث عن شماعة للهزائم تتحول إلى سلوك خاطئ، من خلال الاعتراض والاعتداء. وأوضح المضرب، أنه يجب أن يركز المدربون والإداريون على تعليم اللاعبين مهارات أساسية في المنافسة الرياضية وثقافة احترام المنافس واللعب النظيف، والتركيز على الأداء بوجود دافع للفوز، لكن دون أن يكون الانتصار هو الحافز الوحيد، لتكثر الاعتراضات منهم على الحكام والفريق المنافس، وبالتالي تزداد حالة الشحن للاعبين، ليتحول الأمر إلى مسألة وقت قبل أن تندلع شرارة العراك في لحظة غضب، بسبب هذا الشحن دون وعي كامل للمسألة وإدراك للعواقب الخطيرة التي ينشأ عليها جيل كامل تشبع بالتعصب وعدم احترام الحكام أو المنافس، بسبب مدرب أو إداري يبحث عن لقب يضمن به استمراريته بالعمل في النادي أو المنتخب.
وشدد المضرب أن هذه الظاهرة منتشرة حول العالم، لكن لا يجب السكوت عنها ويجب وضع حلول لها، خصوصاً أن العنف يشمل الجوانب اللفظية أيضاً وقد يصل إلى مرحلة التميز، وهو مرفوض تماماً، ويحب أن تدرك إدارات الأندية خطورة وجود اللاعبين الناشئين معهم لوقت طويل خلال اليوم، ومحاولة تعديل سلوكيات لاعبين، ربما يكونون متميزين كروياً، لكنهم بحاجة لتغيير سماتهم الشخصية المرتبطة بالسلوك العدواني.